شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الثلاثاء 16 ابريل 2024م20:00 بتوقيت القدس

مرضى يفضلون التحمّل وأطباء يطمئنون..

زيارة الطبيب في عهد "كورونا".. "للشديد القوي"

25 مارس 2020 - 20:58

رغم أن سكان قطاع غزة بدأوا باتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر، بمجرد الإعلان عن وجود إصابتين بفايروس (كوفيد-19) في أحد مراكز الحجر الصحي بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، إلا أن المخالطة في بعض الأحيان، يمكن أن تصبح "شرًا لا بد منه" في مثل هذه الظروف، سيما لو تحدثنا عن سببٍ يشبه "ألم الأسنان" مثلًا.

في هذا الوقت الحرج، تجتمع الوساوس كلها، لتصيب عقول المرضى! ماذا عن الأدوات التي سيستخدمها الطبيب في فحصي؟ ماذا لو كان المريض قبلي مصابًا وجلستُ على نفس كرسيه؟ هل ستقيني المعقمات في هذه الحالة؟ وهذا بالضبط ما حدثَ مع شيماء الحلو.

لقد تغلبت الفتاة أخيرًا على وساوسها، وذهبت إلى طبيب الأسنان بعد أن ضرب الألم رأسها، تقول: "لم أعد أحتمل ألم الأسنان فاتخذت جميع إجراءات الوقاية، اصطحبت في حقيبتي معقم اليدين وحصرت كل الحرص ألا ألمس الأسطح بيدي"، موضحةً أنها عندما وصلت إلى العيادة وجدت في استقبالها أحد الموظفين يحمل بين يديه معقمًا، وآخر يقوم بمسح الأرضيات والأسطح بشكل مستمر قبل أن يجلس أي أحد آخر على نفس المقعد.

"هذا طمأنني بعض الشيء" تعلق شيماء، التي لم تنكر حالة القلق التي شعرت بها فور دخولها  لغرفة الطبيب رغم أنه استقبلها بابتسامة واسعة.

ارتدى قفازين جديدين، كل شيء في الغرفة بدا نظيفًا ورائحة المعقم تفوح في الأرجاء، بدأ الطبيب يعمل، مستخدمًا أدوات جديدة أزال غلافها أمام عيني.

تصف المشهد: "ارتدى أمام عيني قفازين جديدين، كل شيء في الغرفة بدا نظيفًا ورائحة المعقم تفوح في الأرجاء، بدأ الطبيب يعمل، مستخدمًا أدوات جديدة أزال غلافها أمام عيني، وقد حافظ قدر الإمكان على مسافة كافية بيني وبينه".

الدكتورة عدلة عبيد، وهي طبيبة الأسنان، أكدت أنه ومنذ إعلان وزارة الصحة عن وجود حالتين مصابتين بالفايروس في أحد مراكز الحجر، عمدت إلى إغلاق العيادة، واستثنت من استقبال المرضى الحالات الصعبة التي لا يمكن علاجها بالمسكنات.

تقول: "تعاملي مع المريض بشكلٍ مباشر يجعل عملية الوقاية صعبة للغاية، ولكن بعض الحالات لا يمكن التنصل من علاجها من باب المسئولية، لكن قبل دخول المريض للعيادة يتم فحص حرارته، فلو كانت تزيد بدرجة واحدة عن المستوى الطبيعي، أو إذا ظهرت عليه أي أعراض كالسعال، لا يتم استقباله، بل يحول في الحال لمستشفى مختص لإجراء الفحوصات اللازمة".

الأدوات والأجهزة المستخدمة في العيادات غالبًا، "تعقم بعناية في الوضع الطبيعي"، من خلال جهاز التعقيم بالحرارة، أو بالكحول، أو الفرن البخاري.

تنبه عبيد، إلى أن الأدوات والأجهزة المستخدمة في عيادتها "تعقم بعناية في الوضع الطبيعي"، من خلال جهاز التعقيم بالحرارة، أو بالكحول، "كما يكون لكل مريض أدواته الخاصة التي تدخلها الفرن البخاري بحرارته العالية" تضيف.

وتزيد: "أما الأدوات الأخرى التي يستخدمها المرضى بشكل مشترك  كالكرسي، فتُعقم بمادة الكلور"، ملفتة إلى أن أعداد المرضى لديها لم تقل عما قبل، لكن حرصًا منها على سلامتهم وسلامتها ألغت جميع حالات التجميل والتركيب إلى أن تمر الأزمة.

وسط هذا كله، كانت النكتة سيدة المرحلة، الشاب العشريني سلمان عرفات يقول: "مناعتي الضعيفة عرضتني هذا العام لعدة نزلات برد متتالية، لكن مع ظهور فايروس كورونا، اختلف الوضع، فلم أسلم من تعليقات أصدقائي".

أصدقاء سلمان، بعضهم من كان يستهين بالمرض، وبعضهم "وهم من لم يتحملهم" تعاملوا مع الأمر بجدية أكثر من اللازم، فابتعدوا عنه وكأنه اقترف جرمًا، فيما كانت زيارة الطبيب أمرًا مرفوضًا تمامًا بالنسبة له فاكتفى بالمضادات الحيوية، والفيتامينات التي تستعمل لعلاج الإنفلونزا.

أم عمر كساب، ترعبها فكرة أن يتعرض طفلها الصغير (المولود حديثًا) للمرض، فتضطر إلى أخذه لعيادة طبيب "قد يكون زاره مصاب بالفايروس" على حد تعبيرها، فعكفت على إلباسه الملابس الدافئة، وتزويده بفيتامين (C) كي لا يصاب بنزلة برد، يمكن أن تضطرها لزيارة طبيب الأطفال، مبينةً أنها تعتمد على الطب البديل "الأعشاب" للمساهمة في وقاية نفسها وعائلتها من أمراض الشتاء وتجبر أبنائها على شربها باستمرار.

أي طبيب في الوقت الحالي يتعامل المريض على أنه "مصاب بالكورونا" حتى يثبت العكس.

وبين الدكتور إياد شون أخصائي (أذن أنف حنجرة) أن أي طبيب في الوقت الحالي يتعامل المريض على أنه "مصاب بالكورونا" حتى يثبت العكس، فيتم بالبداية تشخيص الأعراض التي يشكو منها فإن كانت تشبه أعراضها، يكون العلاج متعارف عليه كخافض الحرارة ومضادات السعال تبعًا لما تقتضيه الحاجة، مشيرًا إلى أن المناعة تختلف من شخص لآخر، "فهناك 80% من الأشخاص ممكن أن يصابوا بالمرض ويتماثلوا للشفاء دون أن يعلم أحد ولا حتى هم أنفسهم".

يقول: "اتصالي مع المريض بشكل مباشر أي من نقطة صفر، يستلزم اتخاذ كافة الاحتياطات للوقاية كلبس الكمامات والقفازات باليد، وقد أصبحتُ حديثًا أشخص حالة طبلة الأذن بدون أدوات، حرصًا منه على سلامة المريض، وإذا كان هناك شك بالحالة تتلف الأداة فورًا، علمًا بأن  كافة الأدوات تعقم بمواد مطهرة، كالكلور والبخار الجاف والسبيرتو، ذلك بهدف طمأنة المرضى الذين انخفض عددهم بالوقت الحالي بشكل كبير جدًا".

وزارة الصحة الفلسطينية، كانت أعلنت يوم الأحد الماضي، إصابة اثنين من المواطنين بفيروس كورونا في قطاع غزة، مؤكدةً أنهما كانتا بين المحجورين على الحدود ولم يدخلا القطاع.

كاريكاتـــــير