شبكة نوى، فلسطينيات
اليوم الاثنين 03 نوفمبر 2025م01:29 بتوقيت القدس

الحاجة أم يوسف ولدت من رحم النكبة

30 يناير 2013 - 03:53
شبكة نوى، فلسطينيات:

 القدس – (خاص) نوى – نهيل أبو غيث:-

بثوبها المطرز بخيوط الحرير راسما حكاية وطن مغتصب اسمه فلسطين، وبنظرة العزيمة في عينيها، وبقوة شموخ وطنها، وصمود شعبها؛ وبشغف قلبها المتيم بالقدس، تقف في قلب قرية الكرامة ممسكة بالعلم الفلسطيني، وتقول للمحتل الإسرائيلي: فلترحل أيها الغاصب، الأرض أرضنا ولا مكان لك بيننا.

من رحم النكبة ولدت، على الطرقات دون عنوان، فبعد سنوات من استشهاد خالها عام 1936، ويوم الخامس عشر من آيار عام 1948، جاء خبر لوالدتها مفاده؛ أن زوجها أصيب، فهرعت إليه مسرعة دون أن تلق بالا لحملها الذي كان في شهره السابع، وهي تركض ولدت طفلها فلم تلتفت لترى ماذا حل به، وهو الذي بقي في الطرقات يوما كاملا، وعندما وصلت المشفى واطمئنت على زوجها، وهدأ روعها، تذكرت طفلها وأخبرت زوجها بما حدث معها، فأصابه الذعر وأراد طفله الذي اعتقدوا بأنه فارق الحياة، فأرسل من يبحث عنه، وعادوا إليه بأم يوسف التي أطلق عليها اسم (جهاد) لما كانت تلاقيه البلاد حينها، وفيما بعد اسم (فاطمة) كأسم أختها الكبرى التي توفيت.

فاطمة ربيع (أم يوسف) ابنة بلدة بيت عنان شمال غربي القدس، والتي تعيش في الإمارات العربية مع ابنها يوسف.

خلال زيارتها لبلادها التي تشتاقها دوما، أصدر الاحتلال الاسرائيلي بيانا بمصادرة جزءا كبيرا من أراضي بلدة بيت إكسا والتي تقع أيضا شمال غربي القدس.

فكانت من المبادرين لبناء قرية الكرامة والصمود على ثراها لمنع المحتل من سلبها، فساعدت في بناء الخيم وجلب البطانيات من المنتدى الثقافي في بلدة بيت عنان، بالإضافة إلى بناء مسجد من الطوب ليكون مسجدا وليكون اسم الله دائم الذكر في القرية، تأكيدا على هوية الأرض وملكية أصحابها أصحاب الحق.

أقامت في إحدى الخيم المبنية في قرية الكرامة، بالرغم من البرد القارص، إلا أن هذا لم يكن بحسبانها ولم يشغل تفكيرها، فالنضال وحماية الأرض يحتاجان الكثير من التضحية.

وفي صباح الواحد والعشرين من كانون ثاني من هذا العام، كانت الساعه قرابة الثانية فجرا عندما اقتحم (400) جندي من جيش الاحتلال الاسرئيلي القرية، وبدأ بإخراج المرابطين فيها غير آبه لكبر سن بعضهم ولشدة البرد وتأخر الوقت، أخرجوهم الواحد تلو الآخر وأبقوا عليهم محاصرين في منطقة تدعى (الحرش) إلى أن دقت الساعة الرابعة.

وتضيف أم يوسف: لقد آلمنا ما رأيناه من تدمير للخيام وللمسجد، ولكن هذا لم يثنينا عن عزمنا وإصرارنا في الدفاع ومواصلة الصمود والثبات في أرضنا، وأقول للشعب الفلسطيني لك حق فلتطالب به، ولا تتنازل عنه، ويجب علينا جميعا أن نتكاتف لأن الأرض ليست لأحد دون آخر فجميعها أراضي وطننا فلسطين التي ستعود يوما ما لأصحابها.

كاريكاتـــــير