غزة _ (شيرين العُكة):
كانت طائرات الـF16، تصطاد ضحاياها بدقة سادية، فالقذائف التي يصل سعرها الى عشرات الالاف الدولارات كانت تستهدف عائلات فقيرة معدمة، يصل دخلها في بعض الاحيان الى عشر دولارات، ضحايا العدوان الصهيوني الاخير كانوا مدنيين، بل ان العدو الصهيوني كان يلاحق العائلات والاطفال على وجه الخصوص.
قصص مؤلمة وجرح غائر تركته قذائف الطائرات والمدفعية في نفوس وذاكرة اهل غزة، فرغم ما تعرضوا له من دمار وفقد، الا انهم اظهروا تحدي كبير لالة الحرب الصهيونية الحاقدة، فوزية ابو نجم 51عاما والناجية هي وابنها وزوجته من هجوم صاروخي فقدت ابناءها وزوجها، بعدما نجت وتم انتشالها من تحت ركام منزلها المكون من ثلاثة طوابق.
ورغم حالة الفقد والخسارة التي المت بفوزية وعائلتها الا انها متمسكة بالحياة والامل والمقاومة، لحظات فارقة في حياة الاسرة كما تشير فوزية "كنا نحتسي الشاي مع افراد اسرتي، كان اخر شيء سمعته هدير الطائرات".
قالت فوزية لـ (نوى) بينما كانت ممدة بجسدها المصاب ولفافات الجروح البيضاء كانت قد اتخذت مكانها على وجهها وأطرافها : "كنّا نشرب الشاي بعد وجبة الفطور، جلس أولادي الثلاثة إلى جانبي بينما ذهب زوجي ليقدم الشاي إلى والده المسن". وتابعت بصوت خفيض "فجأة سمعت صوتًا يشبه الرعد ورأيت سقف البيت يسقط عليّه وأولادي، لا أعرف كم من الوقت مضى لكنني كنت مدفونة بالركام حتى صدري، نظرت حولي أتفقد أولادي ولكنهم لم يتحركوا، فأدركت أنهم استشهدوا".
إسرائيل كاذبة وسارقة
واشارت فوزية الى ان هجمات (اسرائيل) العدوانية على اهل غزة كانت عبر البر والبحر والسماء، ولم تستثني احدا : "أولادي لا ينتمون للمقاومة مع أني لا أكره ذلك، لكننا مدنييون، وإسرائيل كاذبة حين تدّعي أنها تقصفنا بحجة الإضرار بأمنها".
ولم تكون الأم هي الناجية الوحيدة من بين أفراد أسرتها، فقد نجا أيضًا أكبر أبنائها برفقة طفله وزوجته، ذلك أن خزانة الملابس سقطت عليهم وابعدت الشظايا والأجسام الأخرى المتطايرة عنهم.
أبو نجم والتي كان لها يومًا زوجًا وأبناءً وبيتًا كبيرًا يجمعهم، قالت "(إسرائيل) سرقت مني كل شيء، فأولاً سرقت الفرح برمضان والعيد لكننا حاولنا التأقلم وأداء الصلاة والصيام والعبادة، وتابعنا الصوم معًا ولكننا لن نتمكن من إكمال أيام شوال الستّة"، وتابعت بصبر وحكمه "وبعد أن سرقت مني عائلتي الغالية لم أعد أبالي بشيء، لكنني أحسبهم عند الله شهداء، وفداءً للوطن".