شبكة نوى، فلسطينيات
اليوم السبت 03 يونيو 2023م03:33 بتوقيت القدس

الغزّيون وقت الحرب .. كلنا مقاومة

16 يوليو 2014 - 10:13
شبكة نوى، فلسطينيات:

غزة_خاص نوى_(شيرين العُكة)

ابتهج الفلسطينيون أيّما ابتهاج بمفاجآت المقاومة الفلسطينيّة المتتالية ضدّ إسرائيل، ففي الوقت الذي كان فيه الرئيس محمود عباس يتخذ موقفًا لا يلبّي طموحات شعبه المنكوب في غزة، أمسكت "حماس" بزمام الأمور وتوعدت الاحتلال الإسرائيلي بمزيد من الردع في حال صعّد عدوانه.

وبالفعل، صعّدت إسرائيل عدوانها على غزة، فأظهرت "حماس" هي الأخرى ما وعدت به، بدءً بصواريخ "ما بعد تل أبيب" التي لوثت الفضاء الإسرائيليّ بصوت صفارة الإنذار، وليس انتهاءً بكشف النقاب عن طائرات بدون طيار "أبابيل1" التي حلقت إحداها، حسب ادعاء حماس، فوق وزارة الدفاع الإسرائيلية، كما ولا تزال "حماس" تؤكدّ على "محدودية الحرب وامتلاكها للمزيد".

أمّا إسرائيل فتقف في حالة من الصدمة أمام الأساليب المطورة للمقاومة، فـ"حماس" التي بدأت قصفها للكيان الإسرائيلي بـ" فجر و قسام1" تعاود بعد أكثر من عقد لتقصفها بـ " R160,M75" التي صنعتها في قطاع ضُيقَ عليه الخناق ثمانية سنوات، ناهيك عن عجز آلة الحرب الإسرائيلية عن إيقاف إطلاق الصواريخ رغم استمرار العدوان.

كذلك الفلسطينيون، فرغم اختلاف البعض مع حركة "حماس"، إلا أنهم سجلوا إعجابهم البالغ بجناحها العسكري "القسّام" الذي أبلى بلاء حسنًا على أرض الميدان، مجبرًا الأطراف العربية والأوروبية على التجهيز للجلوس حول طاولة التهدئة.

المقاومة التي أبدّعت الرد طيلة أيام العدوان، تلوح الآن بورقة مطالبها المتمثلة بجلب بعض الحقوق المسلوبة، كإنهاء الحصار والإفراج عن محرري صفقة "وفاء الأحرار" والالتزام باتفاق تهدئة 2012.

كتبت الصحفية فداء المدهون على صفحتها عبر "فيس بوك" " يعجبني أن كل شريف يختلف مع حماس، ينحني لها في الحرب حبًا وتقديرًا وأملًا "، وأضافت "أدعو الله أن يوحد كلمتنا وسلاحنا، فمقابل كل ما نشعر به من رعب يحقق لنا القسام فرح وطمأنينة أكبر".

فيما ردّ عليها الصحفي محمد عثمان والذي اشتهر بكثرة انتقاده لأداء حكومة "حماس" وطريقة إدارتها لشؤون القطاع "الخلاف بين الشرفاء وحماس لا علاقة له بالمقاومة، فالجهاد هو الخيار الذي نلتف حوله"، وأضاف "أنا أفرق بين الحكومة والقسّام".

حق الدفاع

"المقاومة فعل إنساني نابع من قضيّة عمرها أكثر من ستّة عقود، ومن يتصدر هذه المقاومة اليوم هم حركات إسلامية نختلف معها في المنهج وفي السياسة، لكننا أبدًا لا نختلف معها وعليها في المقاومة"، هكذا علق الكاتب محمود عمر متبنيًا خيار المقاومة، حتى وإن أبدى اختلافه مع نهج الحركات الإسلاميّة.

فيما أفصح الكاتب أحمد بعلوشة عن رضاه بما تقوم به الحركة من ردع ومقاومة للمحتل، قائلاً "شخصيًا أصبحت أحب حماس أكثر من قبل، فمن يدافع عني و وطني يستحق الانحناء احترامًا"، وأضاف " لا يمكن للفلسطيني أن يقف في وجه من يدافع عن حقهويقاتل ليعيشهو بحرية وكرامة".

كما ويرى بعلوشة أن الاحتلال الذي لا يحترم المواثيق والمعاهدات الدولية، لا يمكن الرد عليه سوى بالقوة، فهو يعرقل دومًا مساعي المفاوضات من أجل السلام الأمر الذي أثبت للفلسطينيين وللعالم أن دولة الاحتلال هي دولة مماطلة ولا يمكن لها أن تقدم شيئاً عادلاً قد يخدم مصلحة الفلسطيني.

ويوافقه عمر على ذات الرؤية، قائلاً "عدوّنا مجرم ولا يحتاج ذريعة ليقتلنا، لذا فإن صواريخ المقاومة تجسيد مسلّح لرفض الفلسطيني الاستسلام لماكينة القمع الصهيونية".

وعن حجم الخسائر المتوقع جلبها من صواريخ المقاومة، أوضح هذه الصواريخ لا تحدث خسائر ضخمة مثلما تفعل صواريخ إسرائيل، لكنها أيضًا لا تُقارن بالتي ستحدث في حال تركت الأبواب مفتوحة للمشروع الصهيونيّ.

في ذات السياق علّق بعلوشة "أنا سعيد مهما كانت حجم الانجازات، لأنَّه في الوقت الذي يأكل فيه الصدأ طائرات الجيوش العربية، هناك طائرات صُنعت من أخشاب المكاتب والرفوف ترعب كيان الاحتلال".

ليس قبل إنهاء الحصار

فيما تتمنى الدكتورة روضة مسعود لو كانت رجلاً حتى تتمكن من اللحاق بصفوف الاولى للمقاومة.

تقول الدكتور مسعود إن "حق الدفاع عن النفس مكفول لكل إنسان وفي أبسط أمور حياته، فكيف الحال لو تعلق بالوطن، وباحتلال نغّص علينا حياتنا نكسة ونكبة تلو الأخرى".

وتابعت "قد تعود شعبية حماس لها بعد انتهاء العدوان وحصولها على النصر المظفر والذي يتلخص برفع الحصار عن قطاعنا، لكنني كما الكثيرون لا نريد لها الرجوع لسدة الحكم، فالدور المقاوم يكفيها، وربما لو ركزت عليه أكثر لجلبت المزيد من الانتصارات".

ويدرك الفلسطينيون أنّ هذه الحرب لن تنتهي بإزالة الكيان الصهيوني، لكنها بالطبع تزعزّع أمنه وهو أمر لا تحتمله الأخيرة، ويدركون أيضًا أن خسائرهم أضعاف ما خسرت، لكن ما يُصرون عليه هو الظفر بأمنياتهم بإنهاء الحصار، وإرغام إسرائيل والعالم على الاعتراف بإنجازات الفلسطيني؛ الذي حتى في ظلّ واقعه السياسيّ البائس والعداوات الإقليمية تجاهه، فإنه قرر ألا يموت بهدوء وصمت.

 

كاريكاتـــــير